لم يكن جمال عبدالناصر رئيسًا للمصريين فحسب، لكنه كان أبًا أيضًا وهذا ما جعل سيرته تخلد جيلا بعد جيل.
تؤرخ تلك الصورة النادرة للقطة إنسانية في حياة الزعيم الراحل، الذي فكر كأب غير مهتم بالمخاطر التي تحيط به، ولا بالعيون التي تتربص له، متخليًا عن حراسته الخاصة والبروتكولات الرئاسية المتعارف عليها، بمجرد أن تلقى رسالة من هذه الفتاة تخبره فيه أنها يتيمة الأب وليس لها من الأقرباء من ينوب عن والدها في عقد قرانها، وتتمنى لو حضر الرئيس جمال عبدالناصر حفل زفافها للتتباهى أمام أهل عريسها.
وبالفعل استجاب عبدالناصر لطلبها، وفجائها يوم زفافها بالحضور وبصحبته شيخ الأزهر الذي عقد القران، وكان الرئيس شاهدا عليه ليهب تلك اليتيمة فرحة اكتملت بها فرحة عمرها، ويسجل في كتاب التاريخ موقفا يضاف لمواقفه الإنسانية التي يحفظها عشاقه جيلا بعد جيل.